أحاديث مشتهرة لا تصح
الكاتب : مجدى محمد على التصنيف : التاريخ : 20-7-2024
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
1- عن صفوان بن سليم قال: “قيل لرسول الله: أيكون المؤمن جبانًا؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن بخيلًا؟ فقال: نعم، فقيل له: أيكون المؤمن كذابًا؟ فقال: لا”(أخرجه مالك في” الموطأ”(٢٨٣٢)، ومن طريقه البيهقي في” شعب الإيمان)(٤٤٧٢) .وهو حديث ضعيف، لأنه مرسل أو معضل، إذ أن صفوان بن سليم لم يدرك النبي صلى الله عليه وسلم، فهو من التابعين. *تهذيب الكمال*(٣٨١/٦).
قال ابن عبدالبر: *لا أحفظ هذا الحديث مسندًا من وجه ثابت، وهو حديث حسن مرسل .*
* الاستذكار*(٥٧٥/٨).
وقال ابن حجر: *معضل.*
*تخريج مشكاة المصابيح*(٣٨٩/٤).
وفِي متنه نكارة إذ كيف يوصف المؤمن بالبخل والجبن وقد استعاذ منهما النبي صلى الله عليه وسلم.كما في حديث سعد بن أبي وقاص. في*صحيح البخاري*(٦٣٧٠).
2- حديث: “إذا كان يوم حار فقال الرحل: لا إله إلا الله ما أشدّ حرّ هذا اليوم، اللهم أجرني من حر جهنم، قال الله عزوجل: إن عبدًا من عبادي استجار بي من حَرّك، فاشهدي أني قد أجرته….”
رواه ابن السني في*عمل اليوم والليلة”(٣٠٧)، والبيهقي في” الأسماء والصفات*(٣٨٧).
وإسناده ضعيف جدًا.
وقد ضعَّفه السخاوي في*المقاصد الحسنة*(١٢٨٣)، والعجلوني في* كشف الخفاء*(٣٤٧/٢).
وقال الألباني في*السلسلة الضعيفة*(٦٤٢٨): *منكر.*
3- عن سهل بن سهل رضي الله عنه قال: جاء جبريل إلى النبي ﷺ فقال: “يا محمد عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزيٌ به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعِزّه استغناؤه عن الناس “.
أخرجه الطبراني في*الأوسط*(٤٢٧٨)، والسهمي في *تاريخ جرجان* ص(١٠٢)، وأبو نعيم في *الحلية*(٢٥٣/٣)، وابن الجوزي في*الموضوعات*(١٠٨/٢) من طريق محمد بن حميد، عن زافر بن سليمان، عن محمد بن عيينة، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد فذكره وإسناده ضعيف.
محمد بن حميد ضعيف. *التقريب* ص(٨٣٩).
وزافر بن سليمان. ضعفه البخاري وابن حبان في آخرين. *ميزان الإعتدال*(٦٤/٢).
قال أبو نعيم: *هذا حديث غريب من حديث محمد بن عيينة، تفرد به زافر بن سليمان وعنه محمد بن حميد *.
قال ابن الجوزي: *هذا حديث لا يصح عن رسول الله ﷺ* .
وقال المعلمي: *فالصواب أن الحديث ضعيف*.
* الفوائد المجموعة* ص(٣٤).
وقد وضع بعضهم تحت هذا الحديث عبارة (مختصر الحياة في هذا الحديث) فيقال: نعم لو صح، لكنه لا يصح.
- وورد من حديث جابررضي الله عنه.
أخرجه الطيالسي في *مسنده*(١٨٦٢)، والبيهقي في*شعب الإيمان*(١٠٠٥٧).دون آخره. وهو ضعيف أيضًا.
4- عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: جاءت أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله علمني كلمات أدعو بهن، قال: “تُسَبحين الله عشرًا، وتحمدينه عشرًا، وتكبّرينه عشرًا، ثم سلي حاجتك، فإنه يقول: قد فعلت، قد فعلت “.
وفِي رواية: “أقولهن في صلاتي”… وفيه: “يقول: نعم، نعم”.
أخرجه أحمد (١٢٢٠٧)، والترمذي (٤٨١)، والنسائي(١٢٩٩)، وابن خزيمة (٨٥٠)، وابن حبان (٢٠١١) من طريق عكرمة بن عمار، عن إسحاق بن عبدالله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك فذكره.
وإسناده ضعيف . أشار الترمذي إلى ذلك بقوله: *حديث حسنٌ غريب*.
عكرمة بن عمار فيه ضعف من قبل حفظه، قال ابن حجر: *صدوق يغلط، وفِي روايته عن يحيى بن أبي كثير اضطراب، ولَم يكن له كتاب*. *التقريب* ص(٦٨٧). ثم إنه قد خولف.
قال ابن حجر في*النكت الظراف*(٨٥/١): *قال ابن أبي حاتم، عن أبيه: رواه الأوزاعي، عن إسحاق بن أبي طلحة، عن أم سليم، وهو مرسل، وهو أشبه من حديث عكرمة بن عمار*.
قال الشيخ الألباني رحمه الله: *فمن صححه أو حسنه جرى على ظاهر إسناده المتصل، ولَم يعلم هذه العلة التي نبّه عليها الحافظ رحمه الله تعالى، وهي علة قادحة عند أهل الحديث، وهي الإرسال *. *السلسلة الضعيفة*(٣٦٨٨).
5- عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: أضاف النبي ﷺ ضيفًا، فأرسل إلى أزواجه يبتغي عندهن طعامًا، فلم يجد عند واحدة منهن، فقال: “اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك فإنه لا يملكها إلا أنت”، فأهديت له شاة مصلية، فقال: “هذه من فضل الله، ونحن ننتظر الرحمة “.أخرجه: الطبراني في *الكبير*(٢٢٠/١٠) ح(١٠٣٧٩)، ومن طريقه أبي نعيم في*حلية الأولياء*(٣٦/٥)، (٢٣٩/٧)، والبيهقي في*دلائل النبوة*(١٢٨/٦).
من طريق محمد بن زياد البرجمي، حدثنا عبيد الله بن موسى، عن مسعر، عن زبيد، عن مرة، عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه فذكره.
وإسناده ضعيف. فيه علتان:
١- محمد بن زياد البرجمي، مجهول قاله أبو حاتم والذهبي، وقال الدارقطني: *ليس بالقوي*. *الجرح والتعديل*(٢٥٨/٧)، *ميزان الاعتدال*(٥٥٤/٣).
٢- الإرسال. قال البيهقي: *والصحيح عن زبيد أضاف النبي ﷺ مرسلًا من قول زبيد *. وقد روي نحوه من وجه آخر عند ابن أبي شيبة في*المصنف*(٢٩٥٧٩) عن مجاهد مرسلًا.
وفيه: “قل: اللهم إني أسألك من فضلك ورحمتك، فإنه لا يملكها إلا أنت، فإن الله رازقك”.
6- حديث عبدالرحمن بن سمرة في رؤيا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الحديث بطوله: … وفيه: “ورأيتُ رجلًا من أمتي يزحف على الصراط مرة ويحبو مرة، فجاءته صلاته عليّ فأخذت بيده فأقامته على الصراط حتى جاز…. الحديث “.
أخرجه الطبراني في*الأحاديث الطوال*(٣٩)، وابن شاهين في*الترغيب في فضائل الأعمال*(٥٢٦)، وابن بشران في*الأمالي*(٤٣/٣) من طريق علي بن زيد بن جدعان، عن سعيد بن المسيب، عن عبدالرحمن بن سمرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “إني رأيتُ البارحة عجبًا….”.إسناده ضعيف جدًا وفيه اضطراب وفِي متنه نكارة. علي بن زيد بن جدعان، قال عنه الإمام أحمد: *ليس بشيء8، وقال ابن حجر: *ضعيف*.
*تهذيب التهذيب*(٣٢٢/٧)، *التقريب* ص(٦٩٦).
والحديث ضعفه الأئمة واستنكروه:
قال ابن حبان- في ترجمة مخلد بن عبدالواحد راويه عن علي بن زيد-: *منكر الحديث جدًا ينفرد بأشياء مناكير لا تشبه حديث الثقات، فبطل الاحتجاج به فيما وافقهم من الروايات *. *المجروحين*(٤٣/٣) .
وقال الحافظ العقيلي-في ترجمة هلال بن عبدالرحمن راويه عن علي بن زيد أيضًا-: *منكر الحديث*.
وقال في آخر ترجمته: *كل هذا مناكير لا أصول لها ولا يتابع عليها*. *الضعفاء الكبير*(٣٥٠/٤). وقال ابن الجوزي: *وهذا حديث لا يصح*. ثم تكلم على رواته ونقل كلام الأئمة فيهم. *العلل المتناهية*(٦٩٩/٢) رقم (١١٦٦) ورمز له السيوطي في الجامع الصغير بالضعف (٢٦٣٧).
وقال الشيخ الألباني رحمه الله: منكر جدًا، اضطرب فيه الرواة سندًا ومتنًا، واتفق الحفاظ المتقدمون، ومن سار سيرهم من المتأخرين على استنكاره وتضعيفه، وخالفهم بعض المتأخرين ضاربين بذلك القواعد العلمية التي منها: (أن الحديث لا يتقوى بالطرق الواهية، ولا بالمضطرب إسنادًا ومتنًا)، مع أوهامٍ متنوعة كثيرة وقعت لبعضهم، يستقل بعضهم منها، ويقلدهم آخرون في بعضها….
ثم فصّل في علل الحديث، وأجاب عن قول شيخ الإسلام ابن تيمية: *إن أصول السنة تشهد له *.
*سلسلة الأحاديث الضعيغة والموضوعة*(١٢٢٨/١٤) رقم (٧١٢٩).
7- حديث: “اللهم إني أعوذ بك من السلب بعد العطاء”. لا أصل له، ولا يعرف في شيء من كتب السنة. وقد عزاه الطاهر ابن عاشور في تفسيره” التحرير والتنوير”(١٧٠/٣) إلى النبي صلى الله عليه وسلم .وهو وهم.
ويحتمل أنه وقع نظره على عبارة الفخر الرازي في *تفسيره*(٣٤١/٣٢) لهذه الجملة بعد حديث مرفوع. فظن أنها منه، ونسبها إلى النبي ﷺ. ويغني عنه حديث: “اللهم إني أعوذ بك من زوال نعمتك” رواه مسلم(٢٧٣٩).
واستعاذة النبي ﷺ في دعاء السفر من: “.. الحور بعد الكور” رواه مسلم أيضًا (١٣٤٣).
8- (حديث دعاء دخول السوق):
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من قال حين يدخلُ السوق: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيى ويميت وهو حي لا يموت، بيده الخير، وهو على كل شيء قدير، كتب الله له ألف ألف حسنة، ومحا عنه ألف ألف سيئة، وبنى له بيتًا في الجنة”.
أخرجه الترمذي (٣٤٢٩)، وابن ماجه (٢٢٣٥)، وأحمد (٣٢٧) من طريق عمرو بن دينار مولى آل الزبير، عن سالم بن عبدالله، عن أبيه، جده عمر بن الخطاب فذكره . وهو حديث منكر.
عمرو بن دينار بن قهرمان آل الزبير ضعيف، وقد روى عن سالم مناكير. *التهذيب*(٣٠/٨). قال ابن أبي حاتم: سألت أبي عنه، فقال: هذا حديث منكر جدًا، لا يحتمل سالم هذا الحديث. *العلل*(١٨١/٢).
وفيه علة أخرى وهي نكارة المتن.
أشار إليه الشوكاني في*تحفة الذاكرين* ص(٢٧٣). والحديث له طرق أخرى لا يصح منها شيء، وقد بينت ضعفها ونكارتها في تحقيقي لكتاب ” الأربعين” للحافظ نصر بن إبراهيم المقدسي.
9- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: “من قال دبر كلّ صلاة، وإذا أخذ مضجعه: الله أكبر كبيرًا عدد الشفع والوتر، وكلمات الله التامات الطيبات المباركات ثلاثًا، ولا إله إلا الله مثل ذلك، كُن له في قبره نورًا، وعلى الجسر نورًا، وعلى الصراط نورًا، حتى يُدخلنه الجنة، أو يدخل الجنة”. رواه ابن أبي شيبة في” مصنفه”(٢٩٨٦٦) عن ابن عمر رضي الله عنهما موقوفًا. ولا يصح رفعه إلى النبي ﷺ. وفِي الأحاديث الصحيحة ما يغني عليه. والمحافظة عليها أولى.
10- عن أبي هُريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “ما من خارج يخرج-يعني من بيته- إلا ببابه رايتان: رايةٌ بيد ملك، وراية بيد شيطان، فإن خرج لما يُحب الله عزوجل، اتّبعه الملك برايته، فلم يزل تحت راية الملك حتى يرجع إلى بيته، وإن خرج لما يُسخط الله اتّبعه الشيطان برايته، فلم يزل تحت راية الشيطان حتى يرجع إلى بيته “.
أخرجه أحمد (٨٢٨٦)، والطبراني في*الأوسط*(٤٧٨٦)، والبيهقي في *الزهد الكبير*(٧٠٥) من طريق عبدالله بن جعفر المُخرّمي، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن المقبري، عن أبي هُريرة رضي الله عنه… فذكره. وإسناده ضعيف.
قال الطبراني: *لا يروى هذا الحديث عن أبي هُريرة إلا بهذا الإسناد تفرّد به: عثمان بن محمد الأخنسي *.وعثمان الأخنسي قال عنه ابن حجر: *صدوق له أوهام*. *التقريب* (٣٨٦).
وقال ابن حبان: *يعتبر حديثه من غير رواية المخرمي عنه*. وهذا من رواية المخرمي عنه.
قال الحافظ علاء الدين مغلطاي: *لأن المخرمي ليس بشيء في الحديث، .. قال النسائي في سننه: ليس بذاك القوي *. *إكمال تهذيب الكمال*(١٨٤/٩).
11- حديث: “رأيت أقوامًا من أمتي على منابر من نور، يمرون على الصراط كالبرق الخاطف، نورهم تشخص منه الأبصار، لا هم بالأنبياء ولا الصديقين ولا الشهداء، إنهم أقوامٌ تُقضى على أيديهم حوائج الناس “.
هذا الحديث لا أصل له. ولا يوجد في شيء من كتب السنة. فلا يجوز نشره.
ويغني عنه حديث أبي هُريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “من نفس عن مؤمن كربة من كُرب الدنيا، نفّس الله عنه كُربة من كُرَب يوم القيامة… ” الحديث رواه مسلم (٢٦٩٩).
12- عن أبي هُريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: “ما توطّن رجلٌ مسلم المساجد للصلاة والذِّكر، إلا تبشبش الله له، كما يتبشبش أهل الغائب بغائبهم إذا قدم إليهم”.
أخرجه أحمد (٨٣٥٠)، وابن ماجه (٨٠٠) من طريق ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هُريرة فذكره. وأعله الدارقطني فقال: يرويه سعيد بن أبي سعيد المقبري، واختلف عنه: فرواه ابن عجلان، واختلف عنه: فرواه يحيى بن سعيد القطان، وأبو عاصم النبيل، عن ابن عجلان، عن المقبري، عن أبي الحباب سعيد بن يسار، عن أبي هُريرة موقوفًا، وخالفهما سليمان بن بلال، ومحمد بن الزبرقان أبو همام، وزيادة، عن ابن عجلان بهذا الإسناد مرفوعًا. وكذلك رواه ابن أبي ذئب، عن المقبري، عن سعيد بن يسار، عن أبي هُريرة مرفوعًا . ورواه الليث بن سعد، عن المقبري، عن ابن عبيدة أو أبي عبيدة، عن أبي الحباب، عن أبي هُريرة، وزاد في الإسناد رجلًا مجهولًا.
ورواه قتيبة بن سعيد عن ليث، عن المقبري، عن أبي الحباب، عن أبي هُريرة، ولَم يذكر بينهما أحدًا. والصحيح عن الليث القول الأول. ورواه أبو معشر، عن المقبري، عن أبي هُريرة، ولَم يذكر أبا الحباب. ويشبه أن يكون الليث قد حفظه من المقبري .*العلل*(٢٠٨٦).
13- عن أنس رضي الله عنه قال: كانت العرب يخدم بعضهم بعضًا في الأسفار، وكان مع أبي بكر وعمر رجلٌ يخدُمُهما، فنام واستيقظا ولَم يهيىء طعامًا، فقالا: إن هذا لنئوم بينكم، فأيقظاه فقالا: ائتِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقل له: إن أبا بكر وعمر يقرآنك السلام، وهما يستأدمانك، فأتاه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أخبرهما أنهما قد ائتدما”، ففزعا، فجاءا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالا: يا رسول الله، بعثنا نستأدِمك، فقلت: ائتدما، فبأي شيء ائتدمنا؟ فقال: “بأكلكما لحم أخيكما، إني لأرى لحمه بين ثناياكم” فقالا: يا رسول الله فاستغفر لنا، قال: “هو فليستغفر لكما”.
أخرجه الخرائطي في*مساوئ الأخلاق*(١٨٠)، والمقدسي في*المختارة*(١٦٩٧) لاعن أبي بدر عباد الغبري، عن حبّان بن هلال، عن حماد بن سلمة، عن أنس فذكره. إسناده ضعيف وفِي متنه نكارة. أبو بدر عباد بن الوليد فيه ضعف. وأخرجه الحكيم الترمذي في*النوادر*(٣٤٠) عن أبيه، عن سعد بن حفص الطلحي، عن شيبان، عن يحيى بن كثير أن نبي الله صلى الله عليه وسلم فذكره. وهذا مرسل ضعيف. ووالد الحكيم واسمه: علي بن الحسن الترمذي لم أقف له على ترجمة. والخلاصة أن هذا الحديث ضعيف بجميع طرقه. ويغني عنه أحاديث كثيرة صحيحة في تحريم الغيبة.
14- عن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله ما النجاة؟ قال: “املك عليك لسانك، وليسَعُك بيتك، وابك على خطيئتك “. أخرجه الترمذي (٢٤٠٦)، وأحمد (١٧٣٣٤) من طريق علي بن يزيد، عن القاسم، عن أبي أمامة، عن عقبة بن عامر فذكره. وإسناده ضعيف. على بن يزيد- هو الألهاني- وهو ضعيف. قال النسائي مرة: *متروك الحديث *. وقال الدارقطني: *متروك *. ووصفه بعضهم بأن له مناكير.
*تهذيب الكمال*(١٧٨/٢١)، *تهذيب التهذيب*(١٩٩/٣). وقد أشار الترمذي إلى ضعفه بقوله: هذا حديث حسن.
15- حديث: “مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ”.أخرجه الترمذي (241) من طريق سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أنس بن مالك، عن النبي صلى الله عليه وسلم فذكره. وإسناده ضعيف، وقد تفرد برفعه سلم بن قتيبة.
وقد أعله الترمذي بالوقف، فقال: وقد رُوي هذا الحديث عن أنس موقوفًا، ولا أعلم أحدًا رفعه إلا ما روى سلم بن قتيبة، عن طعمة بن عمرو، وإنما يُروي هذا عن حبيب بن أبي حبيب البجلي، عن أنس بن مالك قوله.
وأخرجه أحمد (12583)، والطبراني في *الأوسط* (5440) من طريق الحكم بن موسى، حدثنا عبد الرحمن بن أبي الرِّجال، عن نبيط بن عمر، عن أنس بن مالك مرفوعًا، ولفظه: “مَنْ صَلَّى فِي مَسْجِدِي أَرْبَعِينَ صَلاةً لا يَفُوتُهُ صَلاةٌ كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَنَجَاةٌ مِنْ الْعَذَابِ وَبَرِئَ مِنْ النِّفَاقِ”. وإسناده ضعيف لجهالة نبيط بن عمر، تفرد بالرواية عنه عبد الرحمن بن أبي الرجال، ولم يوثقه سوى ابن حبان.. *تعجيل المنفعة* ص420.
وللحديث طرق وألفاظ أخرى لا يصح منها شي.
16- ما يُروى: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا”. لا أصل له ولا يعرف في شيء من كتب السنة بهذا اللفظ.
وقد قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: هذا ليس بحديث. وأيضًا فمعناه ليس على ما يظنه بعض الناس. لأن معنى: “اعمل لدنياك كأنك تعيش أبدًا” أي: لا تهتم، فالذي لا ينتهي اليوم دعه لغد.
ومعنى: “واعمل لآخرتك كأنك تموت غدًا” أي: لا تؤخر عمل الآخرة، بل اعمل اليوم عمل اليوم. فمعنى هذه الكلمة إذن: أنه ينبغي للإنسان في أمور الدنيا ألاّ يهتم بها، فما لا يكون اليوم يكون غدًا، كأنه يعيش أبدًا.
وأما الآخرة فليهتمّ بها، ولا يضيّعها، ولا يؤخر عمل اليوم لغدٍ.
وليس المعنى-كما يظنه بعض الناس-: أحْكِم عمل الدنيا، ولا تهتم بعمل الآخرة، لأن عمل الآخرة لا تظهر ثمرته إلا بعد الموت . *التعليق على صحيح البخاري*(٢٤٢/١٤).
17- عن أبي هُريرة رضي الله عنه، عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال: “إن للمساجد أوتادًا، الملائكة جلساؤهم، إن غابوا يفتقدوهم، وإن مرضوا عادوهم، وإن كانوا في حاجة أعانوهم “.أخرجه أحمد (٩٤٢٤) من طريق ابن لهيعة، عن درّاج، عن ابن حُجيرة، عن أبي هُريرة فذكره . وإسناده ضعيف. ابن لهيعة وهو: عبدالله بن لهيعة سيء الحفظ. احترقت كتبه فاختلط. * التقريب*(٥٣٨). وروي نحوه عن عطاء الخرساني مرسلا. أخرجه عبدالرزاق (٢٠٥٨٥) عن معمر، عنه. وفيه علة أخرى وهي: ركاكة لفظه. وكأنه لم يخرج من مشكاة النبوة.
18- يروى: “الحديث في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب “.وفي لفظ: كما تأكل البهيمة الحشيش . موضوع لا أصل له.
قال السفاريني: وأما ما اشتهر على الألسنة من قولهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “الحديث في المسجد-وبعضهم يزيد: المباح- يأكل الحسنات كما تأكل البهمية الحشيش، وبعضهم يقول: كما تأكل النار الحطب “.
فهو كذب لا أصل له.
وقال الحافظ العراقي: لم أقف له على أصل . *غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب*(٣١٠/٢)، *المغني عن حمل الأسفار في الأسفار*(٤١٠).
وروي نحوه من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ: “سيكون في آخر الزمان قومٌ يكون حديثهم في مساجدهم، ليس لله فيهم حاجة”. رواه ابن حبان(٦٧٦١). وإسناده ضعيف جدًا.
19- يروى عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: “رُبما اغتسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة، ثم جاء فاستدفأ بي، فضممته إليَّ، ولم أغتسل”. رواه الترمذي (١٢٣)، وابن ماجه (٥٨٠) من طريق حريث عن الشعبي، عن مسروق، عن عائشة. وإسناده ضعيف، حُريث الفزاري ضعّفه الجمهور. وقال النسائي مرة: “متروك الحديث “. لكن معناه صحيح.
وقد قال الترمذي: وهو قول غير واحد من أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين أن الرجل إذا اغتسل فلا بأس بأن يستدفئ بامرأته وينام معها قبل أن تغتسل المرأة، وبه يقول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق.
20- عن سمرة بن جندب مرفوعًا: “مَن قال إذا أصبح وإذا أمسى: اللهم أنت خلقتني، وأنت تهديني، وأنت تطعمني، وأنت تسقيني، وأنت تميتني، وأنت تحييني، لم يسأل الله شيئًا إلا أعطاه الله إياه “.
رواه الطبراني في” الأوسط”(١٠٢٨) من طريق الحسن البصري، عن سمرة. وإسناده ضعيف. شيخ الطبراني وهو أحمد بن داود المكي لا يعرف. ثم هو من رواية الحسن البصري عن سمرة وقد قيل إنه لم يسمع منه إلا حديث العقيقة.
قال البيهقي: “وأكثر أهل العلم بالحديث رغبوا عن رواية الحسن عن سمرة، وذهب بعضهم إلى أنه لم يسمع منه غير حديث العقيقة” أ.هـ “السنن الكبير”(٣٥/٨).
21- “تكفير كل لحاء ركعتان”: رواه تمام في ” فوائده”(١٤١/١)، وابن الأعرابي في” معجمه”(١٧٨/٢) من طريق الأوزاعي، حدثني عبدالواحد بن قيس، عن أبي هريرة مرفوعًا. وإسناده ضعيف، لانقطاعه، عبدالواحد بن قيس لم يلق أبا هريرة صرّح بذلك غير واحد من الأئمة. وهو أيضًا مختلفٌ فيه اختلافًا كثيرًا. وقد قال الحافظ ابن حجر”صدوق له أوهام ومراسيل”.
انظر: “الجرح والتعديل”لابن أبي حاتم (٢٣/٦)، و”تهذيب التهذيب”(٤٣٩/٦)، و” ميزان الاعتدال”(٦٧٥/٢). وروي موقوفًا، رواه الإمام أحمد في” العلل ومعرفة الرجال”(١٨٨٦/٢). وهو منقطع أيضًا. فالخلاصة أن الحديث لا يصح والمعتمد في علته الانقطاع. قال في” تكميل النفع بما لم يثبت به وقف ولا رفع” القسم الأول ص(٦٨): “والحاصل أن الحديث لا يثبت مرفوعًا ولا موقوفًا، ولا جدوى من محاولة الترجيح، لضعفه على كل حال.
وتغني عن معناه أحاديث أخرى ثابتة نحو قوله صلى الله عليه وسلم: ” اتق الاخ حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن”…
بل وجدت هذا المعنى في كتاب الله عزوجل في قوله تعالى: {ويدرؤون بالحسنة السئية أولئك لهم عقبى الدار}، وقوله: {أقم الصلاة طرفي النهار وزلفًا من الليل. إن الحسنات يُذهبن السيئات. ذلك ذكرى للذاكرين}.
22- ما يروى: “كم من قارئٍ للقرآن، والقرآن يلعنه”. لا يصح عن النبي ﷺ.
وقد ذكره الغزالي في “إحياء علوم الدين”(٢٧٤/٢) موقوفًا عن أنس بن مالك رضي الله عنه بلفظ: ” رُب تالٍ للقرآن والقرآن يلعنه” .
وقد سئل عنه سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله فقال: “لا أعلم صحة هذا الحديث عن النبي ﷺ ولا حاجة إلى تفسيره، ولو صح لكان المعنى أن في القرآن ما يقتضي ذمه ولعنه لكونه يقرأ القرآن وهو يخالف أوامره أو يرتكب نواهيه” أ.هـ.
وقال شيخنا #ابن_عثيمين رحمه الله: الواقع أن الذي يقرأ القرآن يتعبّد به لله، فينظر ماذا أمر الله به فيقوم به، وينظر ماذا نهى عنه فيتركه، هذا غرض قارىء القرآن، ليس غرض قارىء القرآن أن يقرأه ويخالفه، ومن يقول هذا؟! ولو فُرض هذا فإنه مِن الناس مَن يقرأ القرآن ولكنه لا يعمل به، فيكون آثمًا، وهو أشدُّ إثمًا من الذي لم يعاند استكبارًا؛ المنافقون يقرؤون القرآن ويذكرون الله، ومع ذلك لا إيمان عندهم، والعياذ بالله.” فتاوى سؤال على الهاتف”(٢١٧/١).
23- حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ ليلة أُسري به مرَّ على إبراهيم، فقال: “مَن معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد. فقال له إبراهيم: مُر أمّتك فليُكثروا من غِراس الجنة، قال: وما غِراس الجنة؟ قال: لا حول ولا قوة إلا بالله” . رواه أحمد (٢٣٥٥٢) من طريق أبي صخر أن عبدالله بن عبدالرحمن بن عبدالله بن عمر أخبره عن سالم بن عبدالله أخبره عن أبي أيوب فذكره.. وإسناده ضعيف. عبدالله بن عبدالرحمن لم يوثقه سوى ابن حبان. وأصح ما ورد في فضل: (لا حول ولا قوة إلا بالله) حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال له: “ياعبدالله بن قيس ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة” فقلت: بلى يا رسول الله، فقال: قل: لا حول ولا قوة إلا بالله”. رواه البخاري (٤٢٠٥)، ومسلم (٢٧٠٤).
24- حديث أبي هريرة رضي الله عنه -في قصة ماعز- أن رجلًا قال لآخر: انظر إلى هذا الرجل الذي ستر الله عليه فلم يدعْ نفسه حتى رُجم رجم الكلب.
فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: ” كلا من جيفة هذا الحمار الميّت كما أكلتما عرض هذا الرجل، فإن ما أكلتُما أشدُّ من أكل هذه الجيفة”.
رواه أبو دواد (٤٤٢٩)، والنسائي في” الكبرى”(٧١٢٧)، والبخاري في” الأدب المفرد”(٧٣٧)، وابن الجارود(٨١٤)، وأبو يعلى الموصلي(٦١٤٠)، ومن طريقه البيهقي في” الكبرى”(١٦٩٩٨).
كلهم من طريق أبي الزبير، أن عبدالرحمن بن الصامت-ابن عمّ أبي هريرة- أخبره أنه سمع أبا هريرة يقول.. فذكره. وإسناده ضعيف. عبدالرحمن بن الصامت، وقيل: ابن هضّاض، وقيل: غير ذلك. الدوسي. مجهول. تفرد بالرواية عنه أبو الزبير. قال النسائي: “ليس بمشهور”. وقال الذهبي: “لا يُدرى من هذا”. “الكاشف”(٦٣١/١)، ” ميزان الاعتدال”(٥٧٠/٢)، “سلسلة الأحاديث الضعيفة”(٢٩٥٧). وقصة ماعز بن مالك ثابتة في “الصحيحين” عن أبي هريرة وليس فيها هذا اللفظ. “صحيح البخاري”(٦٨١٥)، ومسلم(١٦٩١).
25- عن أبي شريح الخزاعي رضي الله عنه قال: خرج علينا رسول الله ﷺ فقال: “أبشروا أبشروا أليس تشهدون أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله؟ قالوا: نعم، قال: ” فإن هذا القرآن سبب طرفه بيد الله، وطرفه بأيديكم، فتمسّكوا به، فإنكم لن تضلوا، ولن تهلكوا بعده أبدًا”.
رواه ابن أبي شيبة (٣٠٠٠٦)، وابن أبي عاصم في” الآحاد والمثاني”(٢٣٠٢)، وابن حبان في” صحيحه”(١٢٢)، والبيهقي في” شعب الإيمان”(١٧٩٢)، وابن نصر المروزي في” قيام الليل” ص (١٧٨) من طريق أبي خالد الأحمر، عن عبدالحميد بن جعفر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي شريح. فذكره. إسناده ضعيف. وقد أعله البخاري وأبو حاتم بالإرسال. وهو أصح.
قال البيهقي: “ورواه الليث بن سعد، وسعيد المقبري، عن نافع بن جبير، عن النبي ﷺ مرسلًا، قال البخاري: هذا أصح”. وهذه إشارة منه إلى أن الراجح في الحديث هو حديث نافع بن جبير المرسل.
وقال أبو حاتم-بعد رواية نافع بن جبير قال النبي ﷺ مرسل: ” هذا أشبه، قد أفسد الحديثين”. وللحديث شاهد من حديث جبير بن مطعم. رواه البزار (٣٤٢١)، والطبراني في” الكبير”(١٥٣٩)، وفي” الصغير”(١٠٤٤).
وإسناده ضعيف جدًا. أبو عبادة الأنصاري- أحد رواته- متروك الحديث. وله شواهد أخرى لا يصح منها شيء.
26- عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “مَن قال حين يأوي إلى فراشه: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، ثلاث مرّات، غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل زبد البحر، وإن كانت مثل عدد ورق الشجر، وإن كانت عدد رمل عالج، وإن كانت عدد أيام الدنيا”. رواه الترمذي (٣٣٩٧)، وأحمد (١١٠٧٤) من طريق أبي معاوية، عن الوصافي، عن عطيّة العوفي، عن أبي سعيد فذكره.
إسناده ضعيف جدًا وفي متنه نكارة. الوصافي هو: عبيدالله بن الوليد. متفق على ضعفه. قال النسائي: “متروك الحديث”. وقال العقيلي: “في حديثه مناكير، لا يُتابع على كثير منها”.
” ميزان الاعتدال”(١٧/٣). ” الجرح والتعديل”(٣٣٦/٥)، ” التقريب” ص(٦٤٦). وعطية العوفي ضعيف أيضًا . الكاشف” للذهبي (٢٧/٢).
وقد أشار إلى ضعفه الترمذي بقوله: “هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه من حديث الوصافي عبيدالله بن الوليد”.
27- عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: أقبل علينا رسول الله ﷺ فقال: “يا معشر المهاجرين خمسٌ إذا ابتُليتم بهن، وأعوذ بالله أن تُدركوهن: لم تظهر الفاحشة في قومٍ قط حتى يعلنوا بها، إلا فشا فيهم الطاعون والأوجاع التي لم تكن مضت في أسلافهم الذين مضوا.
ولم ينقصوا المكيال والميزان إلا أُخذوا بالسنين وشدة المئونة وجور السلطان عليهم.
ولم يمنعوا زكاة أموالهم إلا مُنعوا القطر من السماء، ولولا البهائم لم يُمطروا.
ولم ينقضوا عهد الله وعهد رسوله إلا سلّط الله عليهم عدوًّا من غيرهم فأخذوا بعض ما في أيديهم.
وما لم تحكم أئمتهم بكتاب الله، ويتخيّروا مما أنزل الله إلا جعل الله بأسهم بينهم”.
رواه ابن ماجه (٤٠١٩) من طريق سليمان بن عبدالرحمن، عن ابن أبي مالك، عن أبيه، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر رضي الله عنه فذكره. إسناده ضعيف. وفي متنه نكارة.
ابن أبي مالك: هو خالد بن يزيد بن عبدالرحمن بن أبي مالك الدمشقي. ضعفه ابن معين والدارقطني. وقال أبو حاتم: “يروي أحاديث مناكير”.
وقال الإمام أحمد: “ليس بشيء”. وقال ابن حجر: “ضعيف “. “موسوعة أقوال الإمام أحمد في رجال الحديث وعلله”(٣٣٦/١). ” تهذيب التهذيب”(١٢٧/٣)، “التقريب” ص (٢٩٣).
ثم إنه قد تفرّد به ابن ماجه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “أفراد ابن ماجه في الغالب غير صحيحة”.
28- عن عبدالله بن أبي أوفى: “أن النبي ﷺ كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يُسمع وقعُ قدم”. رواه أبو داود (٨٠٢)، وأحمد (١٩١٤٦) من طريق همام، حدثنا محمد بن جحادة، عن رجل، عن عبدالله بن أبي أوفى به. وإسناده ضعيف. لجهالة الرجل الذي لم يسم. قال البيهقي: “يقال: هذا الرجل هو طرفة الحضرمي “. وضعفّه النووي في “الخلاصة”(٢٤٠٠)، و” المجموع”(٢٠٢/٤).
وقد استدل به بعض العلماء على استحباب انتظار الداخل إذا أحس به الإمام حال الركوع.مالم يشق على المأموم. والحديث لا يستدل به لضعفه. لكنه متوافق مع نصوص كثيرة فيها تشوّف الشارع لإدراك المصلي للجماعة.
29- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما على الأرض أحدٌ يقول: لا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله إلا كُفّرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر “.
رواه الترمذي (٣٤٦٠)، وأحمد (٦٤٧٩) من طريق حاتم بن أبي صغيرة، عن أبي بلج، عن عمرو بن ميمون، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه فذكره.
ورواه الترمذي أيضا، والنسائي في”عمل اليوم والليلة”(١٢٣) من طريق شعبة، عن أبي بلج به فوقفه ولم يرفعه. وهو أصح.
قال الترمذي: “هذا حديث غريب، وروى شعبة هذا الحديث عن أبي بلج بهذا الإسناد نحوه، ولم يرفعه”.
30- عن بُريدة بن الحصيب رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “يجيء القرآن يوم القيامة كالرّجل الشاحب فيقول: أنا الذي أسهرتُ ليلك وأظمأت نهارك”.
رواه ابن ماجه (٣٧٨١)، وأحمد (٢٢٩٥٠)، (٢٢٩٧٦)، والدارمي (٣٤٣٤) من طريق بشير بن مهاجر، عن ابن بُريدة، عن أبيه فذكره. واللفظ لابن ماجه.
وهو عند أحمد والدارمي مطولًا. إسناده ضعيف . بشير بن مهاجر، لين الحديث .وقال الإمام أحمد: “منكر الحديث “. “تهذيب الكمال”(١٧٦/٤)، ” التقريب” ص(١٧٣).
وقال العُقيلي في”الضعفاء”(١٤٤/١)-عقب الحديث-: “لا يصح في هذا الباب عن النبي عليه السلام حديث، .. أسانيدها متقاربة “. وذكره ابن عدي في “الكامل”(١٨٢/٢) في منكرات بشير. والحديث له شواهد متعددة لا يصح منها شيء.
31- دعاء: “اللهم إني أبرأ من حولي وقوتي وألتجئ إلى حولك وقوتك ياذا القوة المتين”. ليس له أصل بهذا اللفظ عن النبي ﷺ، لكن معناه صحيح ولو دعا به الإنسان أحيانًا فلا بأس.
وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يشهد لصحة معناه ما ثبت في”الصحيحين” من حديث البراء بن عازب مرفوعا: “اللهم إني أسلمت نفسي إليك، وفوّضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليه رهبة ورغبة إليك لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك”. “مجموع الفتاوى” (٥٥٢/٨). قلت: ويشهد له أيضًا وهو أصح منه (لا حول ولا قوة إلا بالله).
32- عن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل النبي ﷺ البيت فرأى كِسرة مُلقاة، فأخذها فمسحها، ثم أكلها، وقال: “يا عائشة أكرمي كريمًا، فإنها ما نفرت عن قوم قط، فعادت إليهم “.
رواه ابن ماجه (٣٣٥٣) من طريق الوليد بن محمد الموقَّري قال: حدثنا الزهري، عن عروة، عن عائشة فذكره.
ورواه الطبراني في”الأوسط”(٧٨٨٩) من طريق علي بن حُجر المروزي، والبيهقي في”شعب الإيمان”(٤٢٣٦) من طريق حاجب بن الوليد، كلاهما عن الوليد بن محمد به بلفظ: “يا عائشة أحسني جوار نِعم الله، فإنها ما نفرت عن أهل بيت فكادت أن ترجع إليهم”. ورواه الطبراني في” الأوسط”(٦٤٥١) من طريق يحيى بن سليمان بن نضلة، حدثنا عبدالله بن مصعب بن ثابت بن عبدالله بن الزبير، عن هشام بن عروة عن أبيه به.
إسناده ضعيف جدًا. الوليد بن محمد الموقَّري أبو بشر القرشي متروك. “التقريب” ص(١٠٤١). ويحيى بن سليمان بن نضلة في طريقه الثاني، قال عنه ابن خراش: “لا يسوى شيئًا”. “ميزان الاعتدال”(٣٨٣/٤).
33- عن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها عن النبي ﷺ قال: “من ذَبّ عن لحم أخيه بالغيبة كان حقًّا على الله أن يعتِقه من النار”.
رواه أحمد (٢٧٦٠٩) (٢٧٦١٠) من طريق عبيدالله بن أبي زياد، عن شهر بن حوشب، عن أسماء به. إسناده ضعيف. عبيدالله بن أبي زياد. قال عنه أبو داود: “أحاديثه مناكير “.
وقال ابن حجر: “ليس بالقوي”. “تهذيب التهذيب”(١٠/٣)، ” التقريب” ص(٦٣٨). وشهر بن حوشب الأكثرون على تضعيفه. “تهذيب الكمال”(٥٧٨/١٢).
وله شاهد من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه، عن النبي ﷺقال: “مَن رد عن عرض أخيه؛ رد الله عن وجهه النار يوم القيامة”. رواه الترمذي (١٩٣١). وفي إسناده ضعف. وحسنه الترمذي.
34- عن حكيم بن حزام أن رجلًا سأل رسول الله ﷺ عن الصدقات أيُّها أفضل؟ قال: “على ذي الرحم الكاشح”.
رواه أحمد (١٥٣٢٠)، والدارمي (١٧٢١) من طريق سفيان بن حسين، عن الزهري، عن أيوب بن بشير، عن حكيم فذكره.
ورواه الطبراني في” الكبير”(٣١٢٦) من طريق حجاج بن أرطأة، عن الزهري به. وإسناده ضعيف. سفيان بن حسين ضعيف في الزهري . قال ابن حجر: ” ثقة في غير الزهري باتفاقهم”. “التقريب” ص (٣٩٣).
والحجاج بن أرطأة في الطريق الثاني ضعيف مدلّس. والحديث وقع فيه اختلاف. ساق الدارقطني الاختلاف فيه ثم قال: “ولم يروه عن الزهري غير حجاج، ولا يثبت”.”علل الدارقطني”(١٠١٧). وله شواهد لا يصح منها شيء.
ساقها ابن حجر في” تخريج أحاديث الكشّاف”(١٠٢/١) رقم (٦٨).
والكاشح: العدو الذي يضمر عداوته ويطوي عليها كَشخه أي: باطنه. النهاية في غريب الحديث والأثر”(١٧٥/٤).
35- عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه أن رسول الله ﷺكان يقول: “ثلاثةٌ لا يقبل الله منهم صلاة: من تقدّم قومًا وهم له كارهون، ورجلٌ أتى الصلاة دبارًا- والدّبار: أن يأتيها بعد أن تفوته- ورجل اعتبد محرّره “.
رواه أبوداود (٥٩٣)، وابن ماجه (٩٧٠) من طريق عبدالرحمن بن زياد، عن عمران بن عبدٍ المعافري، عن عبدالله بن عمرو فذكره…
وإسناده ضعيف. فيه راويان ضعيفان.
عبدالرحمن بن زياد الإفريقي.
وعمران بن عبدٍ المعافري.
وكلاهما متفق على ضعفه.
“تهذيب الكمال”(١٠٢/١٧)، (٣٣٧/٢٢).
” تقريب التهذيب” ص (٥٧٨)، (٧٥١).
والحديث ضعفه ابن القطان في”بيان الوهم والإيهام”(٨٥٨)
وقال النووي في” الخلاصة”(٢٤٦٠): “رواه أبو داود وابن ماجه بإسناد ضعيف، وضعّفه الشافعي وآخرون”.
36- عن سعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا”.
رواه ابن ماجه (٤١٩٦) من طريق الوليد بن مسلم، عن أبي رافع، عن ابن أبي مليكة، عن عبدالرحمن بن السائب، عن سعد بن أبي قاص فذكره.
إسناده ضعيف.
أبو رافع إسماعيل بن رافع المدني.
ضعفه جمهور الأئمة النُّقاد.
قال أحمد وأبو حاتم في رواية عنهما: “منكر الحديث”.
وعبدالرحمن بن السائب لم يوثقه سوى ابن حبان.
وقال ابن حجر: “مقبول”.
وسئل شيخنا ابن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للإمام أن يتباكى بالقرآن؛ من أجل أن يتأثر مَن خلفه؟
فأجاب: أما إذا كان كثير البكاء فهذا طبيعة وجِبلة، وأما اصطناع البكاء فلا أراه، وحديث: “ابكوا، فإن لم تبكوا فتباكوا” لو صح لآمنا به”.
” التعليق على صحيح البخاري”(٤٧٢/٢).
37- حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه مرفوعًا: “من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين في كل يوم مائة مرة كان له أمان من الفقر، ومن وحشة القبر، واستجلب به الغنى، واستقرع به باب الجنة”.
أخرجه الخطيب البغدادي في” تاريخ بغداد”(٤٢١٢)، وأبو نعيم في ” الحلية”(٢٨٠/٨)، وفي” صفة الجنة”(١٨٤)، والرافعي في” تاريخ قزوين”(٦٥/٤)، والماليني في” الأربعين”(٤٠/١) من طريق الفضل بن غانم، حدثنا مالك بن أنس، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده، عن علي رضي الله عنه فذكره.
وإسناده ضعيف جدًا.
الفضل بن غانم
قال عنه ابن معين: ” ضعيف ليس بشيء”.
وقال الدارقطني: “ليس بالقوي”.
ذكره الخطيب في”تاريخه”.
والحديث قال عنه العلاّمة الألباني: “منكر”.
” سلسلة الأحاديث الضعيفة”(٣٣١٠).
38- عن ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: “من لزم الاستغفار جعل الله له من كُلّ ضيقٍ مخرجًا، ومِن كُلّ همٍّ فرجًا، ورزقه من حيث لا يحتسب”.
أخرجه أبوداود (١٥١٨)، وابن ماجه (٣٨١٩)، وأحمد (٢٢٣٤) من طريق الوليد بن مسلم، عن الحكم بن مصعب، عن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، عن أبيه، عن جده عبدالله بن عباس رضي الله عنهما فذكره.
وإسناده ضعيف.
الحكم بن مصعب مجهول.
قال أبو حاتم: “هو شيخ للوليد بن مسلم لا أعلم روى عنه أحدٌ غيره “.
وجهّله الذهبي في”المغني”، وابن حجر في”التقريب”.
وقال المناوي: “في إسناده الحكم بن مصعب ولا يحتج به”.
“الجرح والتعديل”(١٢٨/٣)، ” المغني (١٨٦/١)،
“التقريب” ص(٢٦٤)، ” كشف المناهج والتناقيح في تخريج أحاديث المصابيح”(٢٩٠/٢).
وقد ورد في فضل الاستغفار أحاديث كثيرة صحيحة.
39- عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: “من هاله الليل أن يُكابده، أو بخل بالمال أن يُنفقه، أو جبُن عن العدو أن يقاتله، فليُكثِر من سبحان الله وبحمده فإنها أحبُّ إلى الله من جبل ذهب ينفقه في سبيل الله عزوجل”.
أورده الهيثمي في” مجمع الزوائد”(١٦٨٧٥) .
وقال: “رواه الطبراني وفيه سليمان بن أحمد الواسطي وثقه عبدان. وضعفه الجمهور”…
وقد رواه الطبراني في” المعجم الكبير”(٧٧٩٥).
وزاد: ” أحب إلى الله من جبل ذهب وفضة…”
ورواه ابن شاهين في “الترغيب في فضائل الأعمال”(١٥٧) وفيه: “.. أحب إلى الله من جبلي ذهب ينفقهما في سبيل الله”.
إسناده ضعيف جدًا. وفي متنه نكارة واضطراب.
ففي إسناد الطبراني: أحمد بن محمد بن يحيى بن حمزة الدمشقي.
قال الذهبي: “له مناكير”.
وقال أبو أحمد الحاكم: “فيه نظر “.
وقال ابن حجر: ” أكثر عن أبيه عن جده، فقال أبو حاتم الرازي: سمعته يقول: لم أسمع من أبي شيئًا..”.
“ميزان الاعتدال”(١٥١/١)، “تعريف أهل التقديس بمراتب الموصوفين بالتدليس” ص(١٩).
وفي إسناد ابن شاهين: سليمان بن أحمد الواسطي وهو متروك.
وقال البخاري: “فيه نظر “.
وفيه: عمر بن الحسن بن علي بن مالك وهو ضعيف. قاله الدارقطني.
” ميزان الاعتدال”(١٩٤/٢)، ” موسوعة أقوال أبي الحسن الدارقطني في رجال الحديث وعلله”(٤٧٨/٢).
وأما نكارة متنه: فالبخل بالمال عن إخراج ما يجب فيه محرمٌ ولا يجوز.
والبخل به عن صدقة التطوع مذموم.
وأما اضطراب متنه: فقد ورد: “أحبُّ إلى الله من جبل ذهب..”
وورد: “أحب إلى الله من جبل ذهب وفضة…”
وورد: “أحب إلى الله من جبلي ذهب ينفقهما…”.
وورد له شواهد لا يصح منها شيء.
40- حديث أنس مرفوعًا: “إذا اشتد الحر فاستعينوا بالحجامة، لا يتبيّغ أحدكم الدم فيقتله”.
أخرجه ابن حبان في ” المجروحين”(٩٨٦)، والحاكم(٧٤٨٢) من طريق محمد بن القاسم الأسدي، عن الربيع بن صبيح، عن الحسن، عن أنس رضي الله عنه فذكره.
وهو موضوع.
محمد بن القاسم كذّبه الإمام أحمد، وقال: “أحاديثه موضوعة”.
وقال النسائي: “ليس بثقة”.
وقال ابن حبان: ” كان ممن يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، ويأتي عن الأثبات بما لم يحدثوا، لا يجوز الاحتجاج به ولا الرواية عنه بحال”.
” المجروحين”(٢٨٨/٢).
” يتبيّغ أحدكم الدم فيقتله” أي: غلبة الدم على الإنسان، يقال: تبيَّغ به الدم إذا تردّد فيه.
” النهاية” لابن الأثير (١٧٤/١).
41- حديث عبادة بن الصامت مرفوعًا: “مَن استغفر للمؤمنين والمؤمنات كَتب الله له بكل مؤمنٍ ومؤمنةٍ حَسنةً”.
رواه الطبراني في” مسند الشاميين”(٢١٥٥) من طريق بكر بن خنيس، عن عُتبة بن حميد، عن عيسى بن سنان، عن يعلى بن شداد بن أوس، عن عبادة بن الصامت فذكره.
وإسناده ضعيف.
عيسى بن سنان: ضعفه أحمد وأبو زرعة وأبو حاتم والنسائي وابن معين في رواية.
“تهذيب التهذيب”(٨/ ٢١٢)
وعتبة بن حميد: قال فيه أحمد: “ضعيف ليس بالقوي “.
وبكر بن خنيس أكثر المحدثين على تضعيفه ونكارة حديثه.
“تهذيب التهذيب”(١/ ٤٢٨).
وروي نحوه من حديث أم سلمة. وإسناده ضعيف جدًا.
والخلاصة أنه لا يصح في تعيين فضل معين للاستغفار للمؤمنين والمؤمنات حديث.
42- حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: “اللهم اهدني من عندك، وأفض عليّ من فضلك، وانشر عليّ من رحمتك، وأنزل عليّ من بركاتك…إنه من وافى بهن تفتح له أربعة أبواب من أبواب الجنة يدخل من أيِّها شاء”.
رواه الطبراني في” الكبير”(٩٤٠)، وأبو نعيم في” معرفة الصحابة”(٥٧٤٢)، وابن السُّني في” عمل اليوم والليلة”(١٣٤) من طريق نافع بن عبدالله السُّلمي، عن عطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما فذكره… في حديث طويل.
وإسناده ضعيف جدًا.
نافع بن عبدالله السلمي، وهو نافع بن هرمز متروك الحديث.
قال عنه الذهبي: ضعّفه أحمد وجماعة.
وكذّبه ابن معين مرّة.
وقال أبو حاتم: متروك الحديث.
وقال النسائي: ليس بثقة.
وله طرق أخرى وشواهد لا يصح منها شيء.
انظر: “الضعيفة” للعلامة الألباني (٢٩٢٨).
43- حديث بريدة رضي الله عنه مرفوعًا: “بشِّر المشائين في الظُّلم إلى المساجد بالنور التامِّ يوم القيامة”.
رواه أبو داود (٥٦١)، والترمذي (٢٢٣) من طريق إسماعيل أبي سليمان الكحّال، عن عبدالله بن أوس، عن بريدة فذكره.
وإسناده ضعيف.
عبدالله بن أوس الخزاعي: لا يعرف إلا بهذا الحديث، ولم يرو عنه غير إسماعيل بن سليمان الكحّال، فهو مجهول الحال؛ كما قال ابن القطان. وضعّف حديثه الترمذي.
والحديث حكم عليه غير واحد من الأئمة بالغرابة والضعف.
قال الترمذي: “هذا حديث غريب “.
وقال الدارقطني: “تفرّد به إسماعيل بن سليمان الضبي البصري الكحّال، عن عبدالله بن أوس”.
وقال ابن الجوزي: “فيه مجاهيل”.
وقال ابن القطان في “بيان الوهم والإيهام”(٤/ ١٢٤/ ١٥٨٣): “وهو لا يصح”.
وله شواهد متعددة لا يصح منها شيء.
44- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه مرفوعًا: “لما خلق الله الأرض جَعَلت تميد، فخلق الجبال، فقال بها عليها فاستقرّت، فعجِبت الملائكة من شِدّة الجبال”.
قالوا: يارب هل مِن خلقك شيءٌ أشدُّ من الجبال؟ قال: نعم، الحديد.
قالوا: يارب فهل من خلقك شيءٌ أشدُّ من الحديد؟ قال: نعم، النار.
فقالوا: يارب فهل مِن خلقك شيءٌ أشدُّ من النار؟ قال: نعم، الماء.
قالوا: يارب فهل مِن خلقك شيءٌ أشدُّ من الماء؟ قال: نعم، الريح.
قالوا: يارب فهل مِن خلقك شيءٌ أشدُّ من الريح؟ قال: نعم، ابن آدم، تصدّق بصدقة بيمينه يُخفيها من شماله”.
رواه الترمذي (٣٣٦٩)، وأحمد (١٢٢٥٣)، وأبو يعلى(٤٣١٠)، والبيهقي في” شعب الإيمان”(٣١٦٧) من طريق يزيد بن هارون، حدثنا العوّام بن حوشب، عن سليمان بن أبي سليمان، عن أنس رضي الله عنه فذكره.
وإسناده ضعيف.
سليمان بن أبي سليمان-وهو مولى ابن عباس- مجهول.
قال عنه ابن معين: “لا أعرفه”.
وقال الذهبي: “مجهول”.
وقد أشار الترمذي إلى ضعف الحديث بقوله: “هذا حديث غريب، لا نعرفه مرفوعًا إلا من هذا الوجه”.
45- حديث زيد مولى رسول الله ﷺ مرفوعًا: “من قال: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه غُفر له، وإن كان قد فرّ من الزحف”.
رواه أبو داود (١٥١٧)، والترمذي (٣٥٧٧) من طريق حفص بن عمر، حدثني أبي عمر بن مُرّة، قال: سمعت بلال بن يسار بن زيد مولى رسول الله ﷺ قال: سمعتُ أبي يُحدثنيه عن جدي أنه سمع رسول الله ﷺ فذكره.
وإسناده ضعيف.
بلال بن يسار لم يوثقه سوى ابن حبان. وقال عنه ابن حجر: “مقبول “.
فهو أقرب إلى الجهالة.
وقد أشار الترمذي إلى ضعف الحديث بقوله:
” هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه”.
وما دل عليه الحديث صح في أحاديث أُخر.
فالأخذ بها ونشرها أولى.
وفضائل الاستغفار وفوائده كثيرة معلومة في نصوص الكتاب والسنة.
46- حديث جابر بن عبدالله وأبي طلحة رضي الله عنهما مرفوعًا: “ما من امرىءٍ يخذُلُ امرءًا مسلمًا في موضع تُنتَهك فيه حُرمته، ويُنتقص فيه من عرضه؛ إلا خذله الله في موطنٍ يُحِب فيه نُصرته، وما من امرىءٍ ينصرُ مسلمًا في موضعٍ يُنتقص فيه من عرضه ويُنتهك فيه من حُرمته؛ إلا نصره الله في موطنٍ يُحِبُّ نُصرته “.
رواه أبو داود (٤٨٨٤)، وأحمد (١٦٣٦٨) من طريق الليث بن سعد، عن يحيى بن سُليم، أنه سمع إسماعيل بن بشير يقول: سمعتُ جابر وأبا طلحة يقولان… فذكراه.
وإسناده ضعيف.
إسماعيل بن بشير ويحيى بن سُليم مجهولان.
كما في” التقريب” ص(١٣٧) و(١٠٥٦).
وفي الحديث علة أخرى وهي: ركاكة لفظه.
وقد ورد في نُصرة المسلم ودفع الظلم عنه أحاديث صحيحة أولى منه.
47- فيه حديث أبي موسى رضي الله عنه قال: جاء رسول الله ﷺ ونحن جلوس، فقال: ” ما أصبحتُ غداة قط إلا استغفرت الله فيها مائة مرة”.
رواه ابن أبي شيبة (٣٧٨٠٧)، وعبد بن حميد كما في” المنتخب”(٥٥٨)، والنسائي في” الكبرى”(١٠٢٠١)، وفي” عمل اليوم والليلة”(٤٤١)، والعقيلي في” الضعفاء الكبير”(١٧٤/٤)، والطبراني في” الدعاء”(١٨٠٩)، وعنه أبو نعيم في” أخبار أصبهان”(٨٦/١)
كلهم من طريق المغيرة بن أبي الحُر الكندي، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده فذكره.
وظاهر إسناده الصحة، لكنه معلول عند الأئمة.
قال العقيلي: “وقال ثابت وعمرو بن مرة، عن أبي بردة، عن الأغر المزني، عن النبي ﷺ نحوه، وهذا أولى”.
وقال الدارقطني-لما ذكر الاختلاف في الحديث-: “وهو أشبههما بالصواب، قول من قال: عن الأغر”.
وقال المزي: “المحفوظ حديث أبي بردة، عن الأغر المزني”.
وقال الذهبي: “وهذا أشبه”.
” العلل” للدارقطني (٢١٧/٧) ح (١٣٠٠)، “تحفة الأشراف”(٤٦٢/٦)، “الميزان”(١٥٩/٤).
قلت: فتبين بهذا أن الحديث غير محفوظ.
وأن المحفوظ هو حديث الأغر المُزني وقد رواه مسلم في” صحيحه”(٢٧٠٢) من طريق ثابت، عن أبي بردة، عن الأغر المزني وكانت له صحبة أن رسول الله ﷺ قال: ” إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة”.
بقي أن يقال: حديث أبي موسى وإن لم يثبت، فإن الاستغفار مشروع كل وقت، وفيه من الفضائل والفوائد ما لا يحصى.
وقد استحسن بعض أهل العلم كونه في أول النهار -أعني الاستغفار مائة مرة- ومنهم شيخنا ابن عثيمين رحمه الله فإنه ذكر من جملة أذكار الصباح: الاستغفار مائة مرة.
والأمر في هذا واسع.
48- حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا: “البركة مع أكابركم”.
رواه ابن حبان (٥٥٩)، والحاكم (٤٥٠) من طريق عبدالله بن المبارك، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما.
ظاهر إسناده الصحة. لكن له علة خفية أشار إليها الحافظ الزركشي في” التذكرة في الأحاديث المشتهرة” ص (٨٠).
قال:لما ذكر تصحيح الحاكم وابن حبان:
وفي صحته نظر، وله علة وهي أن الوليد بن مسلم روى من حديث ابن عباس وأنس.
فحديث ابن عباس رواه عن ابن المبارك، عن خالد الحذّاء، عن عكرمة، عن ابن عباس، وابن المبارك حدّث به الوليد بدرب الروم ولم تكن كتبه معه، وهو في كتب ابن المبارك غير مرفوع، ولم يحدث به بخراسان….
وقد رواه ابن هشام بن عماد، عن الوليد، عن خالد، عن النبي ﷺمرسلًا، وقيل إنه الأصوب.
ثم ذكر طرقًا أخرى له وكلها لا تثبت.
ويغني عنه: حديث: ” كبِّر كبِّر.”
وهو في”الصحيحين”.
49- عن أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه مرفوعًا:
“لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فيما فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فيما أَبْلَاهُ “.
رواه الترمذي (٢٥٣٢) من طريق أبي بكر بن عيّاش، عن الأعمش، عن سعيد بن عبدالله بن جريج، عن أبي برزة فذكره.
وفي إسناده ضعف.
لأن سعيد بن عبدالله بن جريج وهو مولى أبي برزة الأسلمي في عداد المجاهيل.
قال عنه أبو حاتم: “مجهول”.
وليس فيه من التعديل الذي يعتمد عليه إلا أن ابن حبان ذكره في الثقات. ولا يكفي هذا في رفع جهالته. خاصة وأن الدوري روى عن ابن معين أنه قال: ما سمعنا أحدًا روى عنه إلا أبو بكر بن عياش. قال الدوري: يعني عن الأعمش، عن سعيد.
” تهذيب الكمال”(٥٢٦/١٠).
وقد ورد في معناه:
-حديث معاذ رضي الله عنه، رواه الدارمي (٥٥٥) و (٥٥٦)، والبزار كما في ” كشف الأستار”(٣٤٣٧).
وفي إسناده ضعف. وقد اختُلِف في وصله وإرساله ورفعه ووقفه.
-وحديث ابن مسعود رضي الله عنه. رواه الترمذي (٢٤١٦) بلفظ: “لا تزول قدما ابن آدم يوم القيامة من عند ربه حتى يُسأل عن خمس..”
لكن قال الترمذي: “هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث ابن مسعود، عن النبي ﷺ إلا من حديث الحسين بن قيس، وحسين بن قيس يضعّف في الحديث من قبل حفظه”.
وقد رواه ابن عدي في”الكامل”(٣٥٣/٢) وذكره في ترجمة الحسين بن قيس الرحبي. وقال في آخر ترجمته: “وهو إلى الضعف أقرب منه إلى الصدق”.
وخلاصة القول في الحديث بشاهديه:
أن فيه ضعفًا، وما دل عليه من ثبوت أصل السؤال مما تواترت به النصوص من الكتاب والسنة.
50- حديث عائشة رضي الله عنها مرفوعًا: “إن الله يحب الملحين في الدعاء “.
رواه الطبراني في “الدعاء” (٢٠) والعقيلي في “الضعفاء الكبير” (٤٥٢/٤) وابن عدي في “الكامل”(٥٠٠/٨) من طريق يوسف بن السفر، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة.
وإسناده ضعيف جدًا.
يوسف بن السفر منكر الحديث، كما قال البخاري.
وقال ابن حجر: “تفرد به عن الأوزاعي، وهو متروك”. “التلخيص الحبير”(٧١٥).
وقال الألباني -عن الحديث-: “باطل “.
” السلسلة الضعيفة”(٦٣٧).
وقال في موضع آخر: ” موضوع”
” الإرواء”(٦٧٧).
لكن يقال: هذا من جهة الثبوت.
وأما من جهة المعنى:
فإن معناه صحيح، والمقصود من الإلحاح في الدعاء تكراره. وقد ثبت هذا عن النبي ﷺ.
قال ابن القيم: “ومن أنفع الأدوية: الإلحاح في الدعاء”.
” الداء والدواء” ص(٢٥).
51- حديث معاذ رضي الله عنه مرفوعًا: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود”.
رواه الطبراني في” الكبير”(١٨٣)،
و”الأوسط”(٢٤٥٥)، والعقيلي في “الضعفاء الكبير”(١٠٨/٢)، وأبو نعيم في” الحلية”(٢١٥/٥)، والبيهقي في” شعب الإيمان”(٦٢٢٨) من طريق سعيد بن سلاّم العطّار، حدثنا ثور بن يزيد، عن خالد بن معدان، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه فذكره.
وهو موضوع.
سعيد بن سلاّم قال عنه الإمام أحمد: ” كذاب”.
وقال البخاري: ” يُذكر بوضع الحديث”.
وقال الدارقطني: “متروك”.
وقال العقيلي-عن الحديث-: “لا يُعرف إلا به، ولا يُتابع عليه”.
وقال الطبراني: ” لا يُروى عن معاذ إلا بهذا الإسناد، تفرّد به سعيد”.
وقال مهنا: سألت أحمد بن حنبل ويحيى بن معين عن قولهم: “استعينوا على طلب الحوائج بالكتمان” فقالا: هذا موضوع، ليس له أصل.
وذكره ابن الجوزي في” الموضوعات”(١٠٧٢) وقال: ” هذا حديث لا يصح”.
52- حديث عبدالله بن عمرو رضي الله عنه مرفوعًا: “سيكون في أُمتي رجالٌ يركبون على سُرُوجٍ، كأشباه الرِّحال، ينزلون على أبواب المساجد، نساؤهم كاسياتٌ عارياتٌ، على رؤوسهم كأسنمة البُخت العِجاف، العَنوهن، فإنهن ملعونات، لو كانت وراءكم أمةٌ من الأمم لخَدمْن نساؤكم نساءهم كما يخدِمنكم نساء الأمم قبلكم”.
رواه أحمد (٧٠٨٣)، والطبراني في” الصغير”(١١٢٥)، وابن حبان(٥٧٥٣) من طريق عبدالله بن عيّاش بن عبّاس القتباني، قال: سمعتُ أبي يقول: سمعتُ عيسى بن هلال الصّدفي وأبا عبدالرحمن الحُبُلي يقولان: سمعنا عبدالله بن عمرو يقول فذكره.
إسناده ضعيف.
عبدالله بن عيّاش بن عباس القتباني. قال ابن يونس: “منكر الحديث”.
وضعّفه أبو داود والنسائي.
وقال أبو حاتم: “ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، وهو قريب من ابن لهيعة”.
” تهذيب الكمال”(١٥/ ٤١٠).
53- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رجلٌ: يا رسول الله أيُّ العمل أحبُّ إلى الله؟ قال: “الحال المرتحل” قال: وما الحال المرتحل؟ قال: “الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره، كلما حلّ ارتحل”.
رواه الترمذي (٢٩٤٨) من طريق الهيثم بن الربيع، عن صالح المري، عن قتادة، عن زُرارة بن أوفى، عن ابن عباس فذكره.
وإسناده ضعيف.
الهيثم بن الربيع وصالح المري ضعيفان.
قال الترمذي: “هذا حديث غريب، لا نعرفه من حديث ابن عباس إلا من هذا الوجه، وإسناده ليس بالقوي”.
قال ابن الأثير – في بيان معنى الحال المرتحل-: “وهو الذي يختم القرآن بتلاوته ثم يفتتح التلاوة من أوله، شبهه بالمسافر يبلغ المنزل، فيُحل فيه ثم يفتتح سيره”.
وإذا لم يثبت الحديث فإنه لا يستحب فعله.
قال أبو طالب: “سألت أحمد: إذا قرأ (قل أعوذ برب الناس) يقرأ من البقرة شيئًا؟ قال: لا”.
قال ابن قدامة: “فلم يستحب أن يصل ختمته بقراءة شيء، ولعله لم يثبت فيه عنده أثر صحيح يصير إليه”.
قال ابن القيم: “وذلك لا يعرف عن الصحابة ولا التابعين”.
” المغني”(٦٠٩/٢)، ” إعلام الموقعين”(٣٧٩/٤).
54- عن عائشة رضي الله عنها قالت: صلّى رسول الله ﷺ الضحى ثم قال: “اللهم اغفر لي وتب عليّ، إنك أنت التواب الغفور”.
رواه البخاري في” الأدب المفرد”(٦١٩)، والنسائي في” الكبرى”(٩٨٥٥) من طريق محمد بن الصباح، حدثنا خالد بن عبدالله، عن حصين، عن هلال بن يساف، عن زاذان، عن عائشة قالت فذكرته.
ظاهر إسناده الصحة، لكن فيه علة خفية أشار إليها النسائي حيث قال: “حديث شعبة وعبدالعزيز بن مسلم وعبّاد بن العوام أولى عندنا بالصواب من حديث خالد، وبالله التوفيق، وقد كان حصين بن عبدالرحمن اختلط في آخر عمره” أ.هـ.
وحديث الرواة الذين أشار إليهم هو حديث ابن عمر رضي الله عنهما بلفظ: “إن كنا لنعد في المجلس الواحد للنبي ﷺ: “رب اغفر لي، وتب عليّ إنك أنت التواب الرحيم” مائة مرة. رواه أهل”السنن”. وهو المحفوظ.
فالخلاصة أن حديث عائشة غير محفوظ. والمحفوظ هو الإطلاق. والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد والحمد لله رب العالمين